إعلَمْ يا نَبيذِي أنهُ يُمكِنُني وَ بِسُهولَةٍ تَحطيمَ كَأسُكَ البِلوري اللامِع وَ خُذلانِ ذاتي الأمارَاةِ بِالفُحشِ وَ السُوءْ وَ مَنحُ ذاتِي التَقيَّة بعضٌ مِن السَكينَةِ و الإطمِئنانْ وَ الوَقارْ وَ يُمكِنُني بِسُهولَةٍ بَصقُ طَعمِكَ الأسِنِ الحارِقَ على أعتابِ قَلبي القاحِل المُقفَر دُونَ أن أتَحَسرُّ على إنقِطاعِ سُقياكَ المَشوبَة بِالعَذابْ وَ يُمكِنُني أيضًا سَكبُ قِنينَة نَبيذِكَ المُعَتَق في دَهاليزِ الجُنونْ العَطشى لِرَشفاتٍ مِن خَمرٍكَ الزُلالْ وَ يُمكِنُني فِعلُ كُلُّ ذَلِكَ بِيسر وَ سُهولَة وَ بِدونِ أدنى مَشَقَّةٍ أو تَفكِيرٍ أو تَرَدُدٍ أو حَتى أدنَى إهتِمامْ
غَيرَ أنَّ رَغبَةً بِداخِلي لِلإنغِماسِ فيكَ تَترُكُني أهيمُ تائِهَةً في غياهِبِ يَحمومٍ أسوَد رَغبَةً تَسلُبُ مِني حواسِي حاسَةً تِلو الحاسَةِ تِلو الحاسَة فَلا أُعُودُ أُبصِرُ طَريقًا قَويمًا وَ لا أستِمُع لِنُصحٍ الناصِحينْ حينَ يَنصَحونْ وَ لا أُمَيّزُ سُمًا عَلقَميًا مَدسوسًا بِكأسي وَ لا أشعُرُ بِخَناجِر الخائِنينْ وَ هُمْ يَطعَنونْ وَ لا أتَنَفَّسُ سِوى رَمادِي حينَ تَناثَرَ بَعد أن إشتَعَلتْ جُثَتي إحتِراقًا على ضَريحِ عِشقِكْ الجَهَنَميّ وَ تَراكَمَ ذَاكَ الرَمادُ بِرِئَتايَّ وَ سَدَّ شُعُبَها حَدَّ الإختِناقْ وَ لا أُجِدُ سِترَ المَوتَ بَعدَها ولا حَتى سُخريَةُ الحَياة ولا حَتى سُخريَةُ الحَياة ولا حَتى سُخريَةُ الحَياة .!
ذَنبٌ أنتَ عليَّ عَظيم وَ كَمْ أدعو الله الغفور الرَحيمْ أن يَتُوبَ عليَّ مِنكَ يا كأسَ نَبيذي وَ أن يَعتِقَ قَلبَ أُنثايَ المُتَمَرِّدَة مِنكْ .! وَ يَجعَلَكَ بِهَا مِن الزائِلينْ الزائِلينْ الزائِلينْ .