لاري غوبنك ..يهودي عاجز ..مهنته استاذ رياضيات..في ضواحي مدينة مينيبوليس.. خلال الستينات ..معتدل .. لا يفعل سوءا ولا ضررا ..
ولكن حياته ستنقلب الى كابوس مزعج ..كل شيء فيه مزعج..و خارج عن السيطرة..و ذلك يبدا مع زوجته ..التي تخونه مع صديقه و تريد الطلاق
اولاده جزء من الكابوس ايضا .. ابنه يتعاطي الحشيش في السر .. ابنته تسرقه ..و لا يهمها شيء سوى تصفيفة شعرها .. واخيه شاذ غير
ناضج .. لا يريد ان يغادر بيته .. ولا يريد ان يبحث عن عمل ..

التلفاز يتعطل دائما ..حتى ..و هناك جارته اليهودية التي تريد ممارسة الجنس معه .. و جاره الذي يتنازع معه على حصة من الارض ..
لماذا هذا يحدث له .. فجاة ..كل ذلك ..مرة واحدة ؟

للاجابة على ذلك ..يتوجه لاري الى الحاخامات ..سيعتقد المشاهد ان الحاخامات يملكون الخبرة و الحكمة الكافية للاجابة ..على كل شيء .. ولكن ليس كذلك ..

لاري يستشير ثلاثة حاخامات ..لكن يتضح انهم لا يعرفون الجواب الذي يريد ..بما فيهم الحاخام الثالث .. الاكبر .. الذي لا يرد عليه حتى ..لانه مشغول في التفكير ..

او لانه عجوز خرف ليس لديه القوة لفعل اي شيء .. و يقول كلمات من اغنية Somebody to Love .. فقط ..
الحاخام لاول ..نصحه ان ينظر الى الحياة بمنظور اخر .. يعني ان ينظر الى الحياة كما لو انه اول مرة يجربها ويراها .. لكن هذا لن يحل مشاكل لاري.. و ليس الجواب الذي يريد ..

الحاخام الثاني ..يسرد عليه قصة طبيب يهودي ..وجد على اسنان مريض لديه ..كلمات عبرية ..لا يعرف معناها و ما المقصود بها ..ولهذا ينشغل بالامر ويحتار كثيرا ..يرهق نفسه في البحث و المعرفة ..عن الجواب ..

و لكن..في النهاية .. لا يجد الطبيب شيئا .. بل ينسى المسالة .. ويفضل ان يعيش حياته براحة .. دون ان يبحث او يحتار حول الجواب ..

الشيء نفسه يحصل لبطل الفيلم ..لاري .. ففي النهاية نراه مطمئنا ..لم تعد المسالة تؤرقه ولم يعد يريد الجواب .. و هذه رسالة الفيلم التي يريد نشرها المخرجين كوين .. لا احد يملك الجواب على كل شيء .. البحث عن هذا الجواب المستحيل .. لن ينتج عنه سوى التعب والارهاق ..

الانسان محدود المعرفة ..و هناك امور في الحياة لن يستطيع شرحها و الاجابة ..مهما حاول ..لان المعرفة الكاملة عند الله سبحانه وتعالى فقط..

وان الله لم يطلع الانسان على كل شيء بالتفصيل ..في جوانب الحياة ..و مراحلها ..او ما بعد الحياة..

و هكذا ..يجب العيش و القبول بهذه الحدود ..و ما تاتيه لنا الحياة من مصائب و مشاكل ..

لماذا تحدث المصائب و المشاكل بالتحديد ؟ لا يوجد جواب محدد.. هذه هي الحياة .. هل لانني حقير كافر حدث لي ذلك ؟ لكن مهلا ..انا صالح ومتدين فلماذا تصيبني مشاكل ومصائب ايضا مثل ذلك الحقير الكافر ؟ لماذا يتعذب ذلك المؤمن ..بينما ذلك الكافر الغني يستمتع بملذات الحياة ؟

كل ما عليك فعله هو التعامل مع الحياة كما امرك الله ..ان تنسى مثل هذه الاسئلة الوجودية ..و الاشارات..التي نجد انها تواصل مع الله .. و ساعطي هنا مثال على ما اقوله ..

و هذا المثال هو..ان تسمع عن زوج يقتل زوجته في قرية مجاورة .. بينما انت في يوم زواجك !! في نفس اليوم حصلت تلك الحادثة..وسمعت عنها فهل المطلوب هو ان الله لا يريد مني الزواج مع تلك المراة ؟ او انه تحذير ؟؟؟

مثل هذه الاسئلة طرحها لاري عدة مرات ..في الفيلم ..ولكن بلا جدوى لان معرفة الانسان محدودة و ستبقى كذلك ..

وحتى شقيقه طرح سؤال مشابه ..عندما قال..لماذا الله اعطى لاري زوجة واولاد و منزل ..بينما هو ليس لديه شيء ؟؟

في النهية يكف لاري عن طرح هكذا اسئلة .. ويكتفي بالمعرفة المتوفرة التي تريح ..والاكتفاء بممارسة الدين بصدق و حرص ..

لكن حتى بعد ان فعل ذلك .. حدث له شيء خطير .. حيث في النهاية لاري قبل الرشوة التي عرضها الطالب الكوري ..مقابل تغيير العلامة .. لانه كان بحاجة الى المال ..

في النهية يكف لاري عن طرح هكذا اسئلة .. ويكتفي بالمعرفة المتوفرة التي تريح ..والاكتفاء بممارسة الدين بصدق و حرص ..لكن حتى بعد ان فعل ذلك .. حدث له شيء خطير ..
حيث تلقى اتصال عاجل من طبيبه ..يقول له ..نتيجة الفحص باشعة اكس ..ويقول له ان النتيجة لا يمكن قولها على التلفون ..لانها خطيرة ..و عليه القدوم فورا الى العيادة ..

هل حصل هذا بسبب قبول الرشوة و خيانة مبادءه بذلك ؟؟ ام كان سيحصل ..سواء قبل لاري الرشوة او لم يقبلها ؟؟

يا لعبقرية الاخوين كوين ..فعلا ..ينقلان المشاهد من موقف الى موقف آخر يناقض الموقف الاول ويجعل المشاهد يشكك من جديد !!! يعيدان المشاهد الى نفس الحلقة المفرغة في التساؤلات !! و لكن نفس النتيجة ..عدم معرفة الجواب



و ان القدرة الالهية تسير .. بشكل غامض ..و علينا تقبلها ..مهما احترنا بالاسئلة الوجودية والكونية

على المشاهد ان يتابع الفيلم بهذه العيون ..ان يرى ما هي النتيجة التي سيصل لها لاري مع تلك الظروف ..و المفارقات التي تطرا عليه .. الفيلم ليس مجرد يوميات .. بل يوميات غريبة ..لرجل يبحث فيها عن الجواب ..

لماذا يحصل كل ما حصل له ؟ يجب ان نشارك لاري البحث ..ان ننتظر الى ماذا ستتطور حاله ؟ هل سيجد الجواب ام لا ؟؟ عندها لن يكون الفيلم مملا كما وصفه العديد من الاعضاء ..

الفيلم ..سلس جدا .. الاحداث تمر بسرعة .. لا نجد حوارات مطولة مملة .. ولا مشاهد بطيئة الرتم ..

بل حوارات مضحكة ..وجوه مضحكة ..ردات فعل مضحكة ..تصرفات مضحكة ..و احلام مضحكة .. كلها في سرعة مناسبة .. تصوير دقيق .. وتمثيل مقنع ..مصداقي من الممثلين .. ربما لانهم غير مشهورين ..يعني جعلوا الفيلم واقعي اكثر ..

فقط لم افهم اللقطة الاخيرة في الفيلم ..واشياء اخرى قليلة