في زمن غابت فيه مفاهيم الإنسانية
وظلت مشاعر الرحمة
وسادت فيه لغة الأنا
سمحنا لُدنيا أن تجردنا من أخلاقيات
فُطرنا علية منذ نعومة إظفارنا
أخلاق المسلم الحليم العفيف الصادق الوفي
الرحيم !
فقد أصبح من الغريب أن نجد من يسألنا عن جراحنا
من يطيب خواطرنا المنكسرة
من يلملم ما بعثرته الأيام فينا
لم يعد بيننا من يرحم شيخنا ويحنو على طفلنا
ويقدر معاني الرحمة والتسامح والطُهر والنقاء
باتت أرواحنا خاوية من النُقي والصفاء
من الطُهر والوفاء
بين جنبات الحياة القاسية
ومعاني الحضارة الزائفة
ضاعت معاني الرحمة والإنسانية
وتلاشت الصور الجميلة عن البر والرحمة بيننا
فاليوم أصبح من المعتاد رؤية كهلٍ مُلقى على أرصفة الطرقات
ينتظر ابناً تجرد من إنسانيته
وألقى بمن تحمل عناء الدنيا لآجلة في فِناء الدنيا وحيدا
من قضاء أيامه يسعى لتوفير احتياجاته صغيرها قبل الكبير
من أفنى حياته لأجل رؤية هذا الابن رجلا راشداً
يسنده في هذه الحياة المؤلمة عندما يبلغ من العمر عتياً
لكن خابت الظنون ووجد هذا الأب نفسه وحيداً
في وقت هو في اشد الحاجة إلى من
يسنده و يأخذ بيده إلى عالم مليء بالسكينة والهدوء
لينعم بالراحة التي طالما منحها لذلك الابن العاق
ولكن واسفـآآآة !!
فعوضاَ عن هذا وجد نفسه يفترش الأرض
ويلتحف السماء
وضجيج العالم من حوله يؤنس وحدته المؤلمة
لم يعد بالأمر الغريب أن نرى تلك المرأة العجوز
تقف على أرصفة الطرقات ترمق بعينيها التي سكنها الحزن
كل العابرين وقد ارتسمت على ملامحها الطاهرة ملامح الشقاء
تنتظر من يمد لها العون
ويرحم عجزها
تنظر من ربت في تلك الأيام الخوالي
ليحملها بين ذراعية كما فعلت
تنتظر من تركها هلعةً خائفة في عتمة
ليالي الشتاء البارد وقسوة شمس الصيف الحارقة
تحلم بالعودة إلى منزل لها فيه أجمل الذكريات وأعذبها
فهل من العدل أن تُرمى خارج أسواره
ويُنزع منها ماضيها وأجمل ذكرياتها
لتصبح بلا مأوى وبلا سند في هذه الحياة القاسية
هل من الإنصاف أن يكون هذا جزاء من سهرت الليالي لأجلنا
وأفنت أيامها ترعانا
من تألمت لألمنا وفرحت لسعادتنا وذرفت الدموع لحزننا
فـ يارب محمدٍ هل هذا من العدل في شي
رحماك يا خالقي فما نراه اليوم أمر مؤلم
ويمزق القلب ويبكي الأعين
لماذا هذه القسوة
من أين أتينا بكل هذا الجحود
انسينا بان الجزاء من جنس العمل
أما آن لنا أن نعود لقيمنا ومبادئنا التي نسينا
أصبح لنا حلم جميل في أن نرى
ابناً بار
ابنة رحيمة
زوج صالح
أخ حنون
زوجتهً ودودة
أختاً محبة
فمتى سيتحقق الحلم
متى سنساعد المحتاج دون أن ننتظر ردا منة
متى سنرد جميل إبائنا وأمهاتنا ونبرهم ونحسن إليهم
متى ستسود ملامح الرحمة والإخاء والإنسانية مجتمعاتنا
متى ؟ ومتى ؟ ومتى ؟؟
ولا إجابة
قال المولى عز وجل ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
فلنبدأ بأنفسنا ولنغير منهجنا في التعامل مع الآخرين
حتى نصبح أكثر آلُفة ورحمة وتقارباً
فقد يأت يوما لا نملك فيه الوقت للعودة إلى الماضي
حتى نصحح أخطائنا ونعيد الأمور إلى نصابها
فلنتوكل على بارئنا ونبدأ بعزيمة صادقة وإرادة جامحة
ليشع نور الحب بيننا
ولنرى بصيص الأمل يقشع ظلمة القسوة والجحود
وتعم أيامنا السكينة
وتغشانا الرحمة
همسة:
الجزاء من جنس العمل
وما سنزرعه اليوم غدا سنجني ثماره
فان زرعنا الضغينة والجحود والقسوة أدمت أشواكها حياتنا
وان زرعنا الرحمة والحب والخير أصبحت أيامنا جنة خضراء نحن ورودها ...
إلى هنا سأقف فما عاد لقلمي نبض ينزف
إهـداءات شمـــوع
رحمآك يآخآلقي.. 
.gif)
العرض العادي
