العودة   منتديات شموع > نفحات إيمانيه > ¬»• فداك ابي وامي يارسول الله ≈

إهـداءات شمـــوع


 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-22-2011, 03:50 PM   #1
®AląSpąįNy ™


 
الصورة الرمزية ®AląSpąįNy ™

الدولة :  فلسطين
هواياتي :  الرسم بالكلمات
®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute®AląSpąįNy ™ has a reputation beyond repute
ذات يومٍ سأغادر هذه الدنيا
و كل املى ان يرضى الله عنى
و والدي ايضا...

الأوسمة التي حصل عليها

®AląSpąįNy ™ غير متصل
كلما تعرفت عليه اكثر احببته





السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد؛
فيقول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب:56), وهذه الصلاة, وذلكم السلام المأمور بهما في تلك الآية النيرة كلاهما لازم من لوازم محبته --, وسبب موصل إليهما.
ولاشك أن حب النبي -- مَعلَم رئيسي من معالم الدين, وعقد من عقود الإيمان, وقد أوجب الله علينا محبته, وتوعد على الإخلال بها فقال: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة:24), وكفى بتلك الآية حضًا وتنبيهًا ودلالة وحجة على لزوم محبته --, وعظيم خطرها.
ومما يشهد لذلك ذلكم المشهد الذي يأخذ فيه -- بيد عمر, فيقول له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي, فقال النبي --: (لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ), فكان هذا التحول العجيب من عمر حيث قال لتوه: فأنت الآن والله يا رسول الله لأحب إلي من نفسي, فقال له النبي --: (الآنَ يَا عُمَرُ) (رواه البخاري)، وفي الحديث: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (متفق عليه).
إن هذا الأمر -وهو أن تربو محبة رسول الله -- عندنا على محبتنا لذواتنا وأنفسنا- أمر ليس بالهين, بل يحتاج منا إلى استعانة عالية بالله -جلَّ وعلا-, ومؤهلات خاصة جدًا, وأسباب لزامًا علينا أن نأخذ بها, حتى نرقى هذا المرتقى العالي, ونعرج من الثرى إلى الثريا.
وأول هذه الأسباب التي تنتعش وتنشط بها محبة الحبيب -- في القلوب, وتدفع إلى نمائها:
- محبة الله -تعالى-: وذلك لأن محبة رسول الله -- فرع عن محبة الله, فكلما ازداد العبد حبًا لله ازداد حبًا لرسوله -عليه الصلاة والسلام-.
وقد ذكر ابن القيم في "مدارج السالكين" جملة من الأسباب الجالبة لمحبة الله: كقراءة القرآن بالتدبر, ودوام ذكره -تعالى- بالقلب واللسان, ومشاهدة بره وإحسانه, ونعمه وإنعامه؛ فالإنسان أسير الإحسان, ومجالسة المحبين الصادقين, وآكد ذلك أن تعرف الله بأسمائه وأوصافه، يقول الحسن: "من عرف ربه أحبه".
- ومما تمتلئ به القلوب, وتفعم محبة لرسول الله -- معرفة شرفه, وما خصه الله به, ككونه سيد ولد آدم, وأنه صاحب المقام المحمود, والشفاعة العظمى, وأول شافع, وأول مشفع, وأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فما ازداد بذلك إلا ذلاً لله وانكسارًا, وسعيًا في مرضاته فضلاً عن قَسَم الله بحياته, فضلاً عن توقير الله له حيث ناداه بأحب أسمائه, وأسمى أوصافه فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ)، (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ), بينما نادى غيره من الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- بأسمائهم؛ فجدير بمن تبوأ تلك المنزلة العالية عند الله أن تتوجه القلوب لمحبته, وتتشرف لنصرته.
- ومن الأسباب التي تمتلئ بها القلوب محبة لرسول الله كذلك دراسة شمائله, والوقوف على مكارم الأخلاق التي بعث بها، وتجمعت بجماعها في شخصه --, فكان أوسع الناس صدرًا, وأصدقهم لهجة, وأكرمهم عشيرة, وأوفاهم عهدًا وأوصلهم للرحم.




لو لم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر




يقول عبد الله بن سلام: "لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -- الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ. وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ --. فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ -- عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ" (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).
- ومن ذلك كذلك معرفة حرصه وشفقته علينا, ورحمته بنا، ونصحه لنا: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128), وقال -جلَّ وعلا-: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (الأحزاب:6), فأنفسنا تدعونا إلى الهلاك, وهو يدعونا إلى النجاة, وفي الحديث: (أنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ) (متفق عليه), فأي نبل وأي سخاوة نفس هذه؟!
ومما تتلألأ به القلوب محبة لرسول الله مطالعة ومشاهدة الثمرات اليانعات التي يجتنيها محبو الحبيب --, وأول ذلك الظفر بحلاوة ونداوة الإيمان, والتي تثمر التلذذ بالطاعات, واستعذاب المشاق والصعاب في سبيل الله، يقول --: (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ) (متفق عليه).
من ثمرات المحبة تلك البشرى التي زفها رسول الله -- لمحبيه، وذلك يوم أن جاءه رجل, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: (وَمَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ) قَالَ: حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ: (فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بَعْدَ الإِسْلاَمِ فَرَحًا أَشَدَّ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ --: (فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ). قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ, وَأَبَا بَكْرٍ, وَعُمَرَ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ, وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِأَعْمَالِهِمْ. (متفق عليه), ونقول نحن: إنا لنرجو أن نكون صادقين في محبتنا لله ولرسوله وللصحابة أجمعين, فنلحق بهم, وإن لم نعمل كأعمالهم.
ومما لا يختلف عليه اثنان, ولا يتناطح فيه عنزان أن المحب لمن يحب مطيع, ولذلك لما صَدَق الناس كبارًا وصغارًا في محبتهم للاعبي المنتخب جعلوا يزحفون خلفهم قدر جهدهم, فإن أعياهم ذلك, وبعدت عليهم الشقة, وفاتهم الوصول إلى ملاعب المباريات لمتابعة فعاليات الدورة الكروية جعلوا يرقبون -وعن كثب- حركاتهم وسكناتهم, وماذا يأكل اللاعبون؟ وكيف يشربون؟ ومتى ينامون؟ وتفاصيل التفاصيل, ويتابعون أولاً بأول وبنهم شديد أخبارهم, ثم يتفانون في تقليدهم ومحاكاتهم -ونحن كذلك مهما صدقت محبتنا لمحمد -- تابعناه, وتلمسنا خطاه التي سلكها على طريق الإيمان خطوة خطوة بداية من لا إله إلا الله, ومرورًا بالحياء, وانتهاء بإماطة الأذى عن الطريق-, فبذلك وبذلك فقط نبرهن, وندلل على صدق محبتنا, وإلا فما هي إلا مجرد دعوى تفتقر إلى بينة, وقد ادعى قوم محبة الله, فابتلاهم الله بهذه الآية: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31).
ومهما بحت أصواتنا بإعلان محبته --, وأظهرنا التألم والتأسف على فوات رؤيته وصحبته, وتناثر وتكاثر منا معسول الكلام في التعبير عن عظيم مودته, فما هي إلا دعاوي كاذبة لمحبة زائفة, حتى نترجم تلك المحبة إلى اتباع السنة, ونحن الآن كلنا على المحك, وعلى قدر نصرتنا اليوم لدين الله, ولسنة رسوله, وذبنا عن ذلك على قدر نصرتنا لرسول الله, وذبنا عنه لو أدركناه حال حياته -- سواء بسواء.
وقد ألزم الله علينا طاعته, وحذر من مغبة عصيانه؛ فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) (الأنفال:20), وقال: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63).
ولقد كان للصحابة وللصحابيات الأيادي البيضاء في امتثال أمره, ومن ذلك أن رسول الله لما نمى إلى سمعه أنه قد اختلط الرجال بالنساء في الطريق؛ قال للنساء: (اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ) فجعلت المرأة تلتصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).
وما أحوجنا في هذا الزمن الذي جفت فيه شجرة المحبة, وتيبست أوراقها إلى غيث ووابل يذهب الظمأ, وتبتل به العروق, وهذا الغيث يأتينا من خلال هذا البث الحي المباشر الذي يجسد محبة الأحبة -رضي الله عنهم- للحبيب --, وكيف أنهم لما كانوا أعمق الأمة إيمانًا كان لهم من محبته أوفر الحظ, حتى فدوه بآبائهم وأبنائهم وأنفسهم, وقاتلوا دونه, وذبوا عن شريعته, وبذلوا في سبيل ذلك المهج والأرواح, حتى رفرف عَلَم التوحيد على ربوع العالمين, فإلى هذا البث عساه أن يشحذ منا الهمم, فنتأسى بهم في حبهم لحبيبهم, وذبهم عن دينهم.
وباكورة ذلك لأبي بكر ذلكم الرجل العظيم الذي لما اكتملت وتمكنت محبة رسول الله من قلبه؛ أتت بالأعاجيب؛ تقول عائشة -رضي الله عنها-: "لما علم أبو بكر بأنه سيكون رفيق الهجرة بكى, وما كنت أعلم أن أحدًا يبكي من الفرح, حتى رأيت أبا بكر باكيًا يومئذ".
ولما دنا منهما سراقة جاءت عيناه بالدمع, فسأله رسول الله عن بكائه فقال: "والله ما أبكي على نفسي, وإنما أبكي عليك".
ولما خطبهم رسول الله قائلاً: (إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ) (رواه البخاري), بكى الأسيف قائلاً: نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا, فتعجب الصحابة لبكائه. إن رسول الله يخبر عن عبد خيره الله, فما بال أبي بكر يبكي, فما لبثوا أن علموا أن رسول الله -- كان هو المخيَّر, وهو المخبر عن نفسه, ولم يعقلها يومئذ إلا أبو بكر -رضي الله عنه-.
أما عمر فقد ظل على العهد حتى إذا كان قبيل وفاته كان أهم ما يهمه هو أن يدفن بجوار حبيبه --, ولذلك قال لابنه عبد الله: "انطلق إلى عائشة فقل: يقرأ عليك عمر السلام, ولا تقل أمير المؤمنين, فإني لست اليوم للمؤمنين أمير, وقل: يستأذن عمر أن يدفن بجوار صاحبيه, فلما فعل قالت عائشة: كنت أريده لنفسي, ولأوثرنه به اليوم على نفسي, فلما أقبل عبد الله قال له عمر: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين. أذنت. قال: الحمد لله. ما كان من شيء أهم إلي من ذلك", وهكذا تفعل المحبة بأهلها.
أما ربيعة بن كعب الأسلمي, فقد أتيحت له فرصة العمر يوم أن قال له رسول الله --: (سَلْ)؟ فقال دون تردد ولا تفكير: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: (أوَ غَيْرَ ذَلِكَ)؟ قُالْ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: (فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ) (رواه مسلم).
ورابع بلغ فرط محبته للحبيب أن قال: يا رسول الله إنك لأحب إلى من نفسي, وإنك لأحب إلي من ولدي, وإني لأكون في البيت فأذكرك, فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك, وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين, وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك, فلم يرد عليه النبي -- حتى نزل جبريل بهذه الآية: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (النساء:69).
وسعد بن الربيع بعث رسول الله زيدًا في طلبه يوم أحد وقال له: إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك رسول الله: كيف تجدك؟ فأدركه زيد في آخر رمق وبه سبعون ما بين ضربة ورمية وطعنة, فقال: يا سعد إن رسول الله يقرؤك السلام, ويقول لك: كيف تجدك؟ فقال سعد على رسول الله, وعليك السلام قل له: أجدني أجد ريح الجنة, وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول الله, وفيكم عين تطرف, ثم فاضت نفسه -رضي الله عنه-, فأي محبة هذه التي اعتملت في قلوب القوم, حتى فجَّرت تلك العواطف الجياشة, وأثارت تلك المواقف الفريدة التي يعز أن تجد لها نظيرًا -اللهم إلا في عصر الصحابة عصر التألق الإيماني-.
وهذا مشهد إيماني آخر ينم عن مدى تدفق مشاعر الحب لرسول الله في قلوب الأنصار-رضي الله عنهم-، إذ لما قسَّم رسول الله -- الغنائم يوم حنين في المؤلفة قلوبهم؛ لحداثة عهدهم بالإسلام، ولم يعط الأنصار شيئًا فكأن بعضهم وجد في نفسه فبلغ ذلك رسول الله -- فجمعهم ثم حمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل ثم قال: (يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ, وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ)؟ قَالُوا: بَلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ. قَالَ: (أَلاَ تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ)؟ قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ؟! قَالَ: (أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ: أَتَيْتَنَا مُكَذَّباً فَصَدَّقْنَاكَ, وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ, وَطَرِيداً فَآوَيْنَاكَ, وَعَائِلاً فَآسَيْنَاكَ, أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُم يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْماً لِيُسْلِمُوا, وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلاَمِكُمْ, أَفَلاَ تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ, وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ فِي رِحَالِكُمْ؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءاً مِنَ الأَنْصَارِ, وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْباً لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ, اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأَنْصَارَ, وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ, وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ) قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ, وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -- وَتَفَرَّقُوا. (رواه أحمد، وصححه الألباني).
بعد تلك المحاضرة الماتعة في فن التعامل مع النفوس, واستجلاب العبرات, واستثارة مشاعر الحب, وإيقاظ فلول المودة الكامنة.
اللهم صلِ على محمد ما مر النسيم على الأزهار, وصل على محمد ما هطلت الأمطار, وصل على محمد ما تعاقب الليل والنهار, وصل على محمد ما فاحت الأشجار بالأزهار والأنوار.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





التوقيع :



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احببته, اكثر, تعرفت, عليه, كلما


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
•« ملآك‘َـَآلكـوטּ كيف تعرفت على المنتدى ..!! •« ملآك‘َـَآلكـوטּ ¬»• استراحه للأعضاء - مواقف - بطاقات شخصية ≈ 66 06-27-2011 04:03 AM
لماذا كلما اردنا شئ ضااع ! ړڛمٍتڪ حٍ ــلًمْـ ! ¬»• فضاء بلا حدود ≈ 2 04-12-2011 03:19 PM
كلما ارتقى أسلوبك ارتقت مكانتك څجـۇڵۃ ٱڵمبـښـ۾ ¬»• فضاء بلا حدود ≈ 5 03-16-2010 04:04 PM
احببته بكل جوارحي "كــلام العين" ¬»• خواطر - خاطره حب - خاظره حزينة - خواطر طويلة ≈ 4 12-26-2007 12:35 AM
كيف تعرفت على منتدى شمووووووووع ؟؟ "كــلام العين" ¬»• فضاء بلا حدود ≈ 6 09-29-2007 12:17 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML  PHP  INFO GZ Site_Map SITMAP SITMAP2 TAGS DIRECTORY


الساعة الآن 12:32 PM.

أقسام المنتدى

سياحة ،، سفر ،، نقاش ،، حوار ،، خبر @ ¬»• فضاء بلا حدود ≈ @ طب ،، صحة ،، علاج ،، الوقاية ،، زوجية @ الأدب العربي ،، شعر ،، خواطر ،، روايات ،، قصص @ ترفية ،، تسلية ،، العاب ،، فرفشة ،، صور ،، انمي @ برنامج ،، برامج ،، تحميل ،، كراك ،، شروحات @ ¬»• حديث - قرآن - سورة - إسلامية ≈ @ ¬»• محطة وصول الأعضاء الجدد ≈ @ ¬»• أزياء - فساتين - مكياج - ميك أب - قصات شعر - اكسسوارات ≈ @ ¬»• الأسرة والطفل - إكسسورات - ملابس - أطفال ≈ @ ¬»• صدى الملاعب - رياضة - كورة - اهداف ≈ @ ¬»• شعر - ابيات - عتاب - حب - رومنسية - فراق ≈ @ ¬»• قصص رومنسية - واقعية - قصة حب - خيالية ≈ @ ¬»• انترنت - برامج - حماية - العاب - تعريب برامج ≈ @ ¬»• صور تصاميم - بنات - شباب - تصاميم جاهزة - ملفات مفتوحة ≈ @ ¬»• ضحك وفرفشة - تسلية - نكت - مواقف طريفه ≈ @ ¬»• الخيمه الرمضانيه ≈ @ ¬»• اغاني - اغنية - البوم - كلمات ≈ @ ¬»• حوار - نقاش هادف - وجهة نظر - رأي ورأي آخر ≈ @ ¬»• ديكور - أثاث - تحف - غرف نوم - شبابية - بناتية ≈ @ ¬»• اطباق - طريقة - وصفة - حلى - مأكولات - طبخ ≈ @ ¬»• خواطر - خاطره حب - خاظره حزينة - خواطر طويلة ≈ @ ¬»• للجوال - مسجات - وسائط - برامج - العاب ≈ @ ¬»• صور - كاريكاتير - عامة - غرائب - خلفيات لسطح المكتب ≈ @ ¬»• الشكاوي والإقتراحات - صوتك مسموع ≈ @ ¬»• من القلب الى القلب - تهنئة - تميز - إهداءات ≈ @ ◊۩¯־−ـ‗منتديات شموع الإداريـه‗ـ−־¯۩◊ @ ¬»• قاعة المشرفين ≈ @ ¬»• الأرشيف ،، المواضيع المكررة والمخالفة ≈ @ ¬»• قاعة المراقبين ≈ @ ¬»• أخبار - خبر - مثيرة - جريمة - قتل ≈ @ ¬»• العب معنا - العاب للتسلية والترفية ≈ @ ¬»• استراحه للأعضاء - مواقف - بطاقات شخصية ≈ @ ¬»• طلبات الأعضاء ،، خدمة الأعضاء ≈ @ ¬»• صور للماسنجر - توبيكات ملونة - حزينة - عتاب - حب ≈ @ ¬»• طب - صحة - غذاء - الطب البديل - اعشاب - رجيم ≈ @ ♣ شموع مسابقة سوبر قروب ≈ @ قروب الوهم||~ @ قروب إبداع||~ @ قروب غلا||~ @ ¬»• فداك ابي وامي يارسول الله ≈ @ ★ روايات ~ قصص ~ طويلة » • @ ‰§.¸¸.•*™مـج ـلة الـم ـنتـدى™*•.¸¸.§‰ @ نفحات إيمانيه @ اطلب العلم من المهد الى اللحد @ ¬»• طلاب - طالبات - دروس - ملخصات - بحث - قياس - كتب ≈ @ ¬»• The English Forum ≈ @ ¬»• ثقافة زوجية - مشاكل وحلول ≈ @ آدم ،، ماركات ،، بويز وملابس شباب ،، رياضة @ ¬»• سيارات - صور - دراجات ≈ @ فن وفنون ،، اغاني ،، كلمات ،، البوم ،، تحميل ،، مسلسل ،، فيلم @ ¬»• مسلسلات - فيلم - حلقات - مسلسل - خليجية - غربية ≈ @ ¬»• آدم - ماركات - نظارات - ساعات ≈ @ ¬»• مذكرة أعضاء المنتدى - مدونات الاعضاء ≈ @ ¬»• صوتيات - اناشيد - محاضرات - فلاشات - خطب ≈ @ في ظلال القرآن @ ¬»• أخبار وصور المشاهير وكل جديد على الساحه الفنيه ≈ @ ¬»• قـاعة إدارة المنتـدى ≈ @ ¬»• صور انمي - فيديو - متحركة - افلام كرتون ≈ @ ¬»• سفر - سياحة - دول - مناطق - مدينة ≈ @ اطباق ،، ازياء ،، ديكور ،، اكسسوار @ ¬»• تطوير الذات - بناء الشخصية - ثقة - نجاح ≈ @ كافيه اعضاء شموع @ ★ ركن الألغــاز » • @ ¬»• فعاليات ونشاطات المنتدى - مسابقات وفعاليات ≈ @ ★ قضايا لها لهيب آخر » • @ ★ كرسي الإعتراف » • @ قروب||~أسير الشوق @ قروب||~ملك الشموخ @ قروب||~عطر الرومانسيه @ ★ يوتيوب YouTube » • @ ★ القرارات والإعلانات الإدارية » • @ الكنز @ قروب خاص||~ @ ¬»• ستار اكاديمي 8 - Star academy 8 ≈ @ ★ عروس شموع » • @ ركن الاحاديث الضعيفه @ ¬»• كتابات الاعضاء - مواضيع مميزه - نزف أقلام المبدعين ≈ @ ★ ركن الرياضة الأوربية » • @ ¬»• مكتب المدير العام ≈ @ فريق تغطية مسلسلات .. دراما رمضان 2010 @ ★ إبداعـات الأعضـاء » • @ ★ عدسة الأعضـاء » • @ ★ قروب الحصريات » • @ ★ تطويرات وجديد المنتدى » • @ ¬»• بلاك بيري آي فون - خلفيات بلاك بيري - برامج , رمزيات بلاك بيري •• Blackberry ~ iPhone @ ★ برودكاست 2011 بلاك بيري مسجات Broad cast Message »• @ ★ ركن العناية بالشعر والبشرة » • @ ★ دروس الفوتوشوب Photoshop والإيمج ريدي ImageReady » • @ ★ زفات اعراس 2011 - زفات زواج - اغاني - بدون موسيقي » • @ ¬»• دورات شموع للتصميم - فوتوشوب - سويتش ماكس - وسائط Mms ≈ @ ★ دورة شموع للمبتدئين » • @ ★ لجنة القائمين على الدورات » • @ ★ دورة شموع الاحترافيه » • @ ¬»• سوق منتدى شموع الإلكتروني ≈ @ ¬»• منتدى فلسطين - اخبار فلسطين ≈ @ بطولة كوبا امريكا 2011 @ ¬»• مسلسلات رمضان 2011 - 1432 ≈ @



Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2011, Jelsoft Enterprises Ltd.

a.d - i.s.s.w


ارشفة مجموعة كل الحكايه لخدمة الويب وتقنية المعلومات


منتج الاعلانات العشوائي بدعم من الحياه الزوجيه
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]